وزارة الدفاع الجزائرية تقول إن الجيش المصري شارك في تدريبات على أراضيها مع مسلحي "البوليساريو" والقاهرة تتجاهل الأمر
زعمت الجزائر أن التمرين العسكري الذي احتضنته أراضيها خلال الأيام الماضية، تحت اسم "سلام شمال إفريقيا 2"، شهد مشاركة عناصر من الجيش المصري إلى جانب مسلحي جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وهو الأمر الذي نشرته وزارة الدفاع الجزائرية في بيان وأعادت الجبهة التأكيد عليه، في الوقت الذي لم تتحدث عنه القاهرة رسميا ولا إعلاميا.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان، إن القاعدة اللوجستية لقدرة إقليم شمال إفريقيا بجيجل بالناحية العسكرية الخامسة، احتضنت، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 25 نونبر 2023 مجريات تمرين مركز القيادة لقدرة شمال إفريقيا بعنوان سلام شمال إفريقيا 2"، وأضافت "يأتي ذلك في إطار تعزيز الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، وبغرض الرفع من قدرات التخطيط المشترك بين مكونات القدرة".
وجاء في الوثيقة نفسها أن التمرين عرف مشاركة وفود من الدول الأعضاء ضمن قدرة إقليم شمال إفريقيا ممثلة في الجزائر ومصر وليبيا، إلى جانب ما وصفتها "الجمهورية العربية الصحراوية"، وأضافت أن من أشرف على انطلاق تنفيذ التمرين، يوم 23 نونبر، هو اللواء بلقاسم حسنات رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الشعبي.
وحسب المصدر نفسه فقد حضر إطلاق التدريبات الأمين التنفيذي لقدرة شمال إفريقيا أحمد احميدة التاجوري، بالإضافة إلى أعضاء من مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأضاف أن "المراحل في مجملها اتسمت بالتنسيق العالي المستوى بين الأطقم والوفود المشاركة، سيما في شقها المتعلق بالتخطيط المشترك بين مكونات قدرة إقليم شمال إفريقيا، وكذا ممارسة القيادة والسيطرة بين القادة والمرؤوسين".
وفي المقابل لم تتحدث وزارة الدفاع المصرية عبر موقعها الرسمي أو عبر الحسابات الموثقة للمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، عن أي مشاركة من هذا النوع، علما أنها ليست المرة الأولى التي تربط فيها الجزائر، بشكل فردي، بين "البوليساريو" وبين دول مجموعة "قدرة شمال إفريقيا"، وتحديدا مصر وليبيا، ما يضفي الكثير من الغموض على هذا "التحالف".
وفي 6 ماي الماضي، أعلن الجيش الجزائري مشاركة الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش نائب وزير الدفاع، في الاجتماع الحادي عشر للجنة رؤساء الأركان، والاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في هذه القدرة الإقليمية، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، وذلك في إطار الاجتماعات السنوية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، بحضور ممثلين عن مصر وليبيا و"البوليساريو".
وكشفت الجزائر حينها عن حضور القيادي في ميليشيات الجبهة الانفصالية، محمـد الولي أعكيك، في هذا الاجتماع باعتباره "رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي" على حد تعبيرها، وإلى جانبه الفريق أول محمـد علي الحداد، رئيس هيئة الأركان العامة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، واللواء أركان حرب عصام الجمل، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وأحمد احميدة التاجوري، الأمين التنفيذي لقدرة إقليم شمال إفريقيا.
وبالعودة إلى الموقع الرسمي لمجموعة "قدرة شمال إفريقيا" نجد أنها تعرف نفسها كـ"منظمة إقليمية تهتم بتعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة وفقا للبروتوكول المؤسس لمجلس السلم والأمن وعلى وجه الخصوص المادة 13 ما يتعلق بالقوة الأفريقية الجاهزة"، وتقول إنها تضم في عضويتها أيضا تونس وموريتانيا، لكن على الأرض الواقع لا يظهر هذان البلدان في أنشطتها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :